يا أناي خلف الذاكرة
يا أناي خلف الذاكرة
بعثري كل التذاكر
وناوليني هوية
أمشي بين دروبها
ألون الزقاق حيث ولدنا...
كي لا أتيه بين دروب
السراديب المظلمة...
عانقيني ولا تنشطري
ثانية..
كي نرحل سويا على نفس القطار...
سأرقبك من وراء الزجاج....
الآن آن الأوان...
فقد علمني ذاك المحال
كيف أخطو ليلا
أكسر أنين الشوق
و ألهو على عتبات المجاز
أنقح علامات الجرح
وأضمد المعاني
بفوهات العشق
الآن فقط علمني التيه...
كيف أسافر بلا زاد
بلا كراسة ولا أقلام
بلا ذاكرة ...
كي لا أتيه بين مرابع الحاضر الغريب...
يعاتبني الماضي
وتلومني الأساطير
أني لم أكتب
أسطورة العشق
السرمدي بين الجدائل ...
ولم أعلق هويتي على الأسوار...
علمني السهو كيف
أغفو ...
وكيف ألحن قصيدتي
خلودا ...
والسبات يدثر أحلامي...
ربما تقتلني اليقظة
حين أراك ولا أراك
حين يناديني الصوت الآتي من وراء المعابد
يهلل للنجوم كي تنجلي
وضياء الفجر
جنون...
يسري عنيدا
بين المحاريب....
يثبت صحون المآذن
كي تكبر للإله
عند صوت المدافع
كمن ينتظر لقاء على مشارف الموت...
هي رحلة شتاء تنكر للخريف
وعانق لهيب صيف وهمي خاوي البيادر
كيف سأنهي يوما هذه القصيدة بين الرعشة والخوف؟
شذرات تعبرشظايا المواسم تتخطى فيافي الأرض ...
مغتصبة منزوعة الأعلام ...
ثكلى اَلام
تداوم على الوجع ...
تعبر جسور العمر
تكتب الرحلة على أبواب الدهر...
طقسا بلا نسائم
والمطر على أبوابه ينتظر
ليبلل رقعة الحنين ... تلك التي شرذمتها خيوط الشمس...
الكل يتجسس الانتصار على جسر
منقوش
صقيعا وبردا وحرا....
دمارا...بلعنة السماء...
كيف نستعيد ما غاب واندثر؟
وكل الأرض مقابر...
ثكنات وجماجم...
على الطرقات خدشت وجه الحقائق....
نعيمة سارة الياقوت ناجي
..
تعليقات
إرسال تعليق